المعجم المفهرس( المطبوع)

المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم:
ما هو المعجم؟

تـُطلق كلمة (المعجم) على مجموعة من الكتب التي تقدّم معلومات مبوّبة على أساس حروف الألفباء، وقد اكتسب كتاب (المعجم المفهرس) أهمية خاصة وشهرة واسعة لما يملكه من تلك الخصائص، باعتباره أكمل وأفضل ما وُضع في فهرسة كلمات وآيات القرآن الكريم، ويكاد لا يستغني أيّ باحث في الموضوعات القرآنية والمسائل الإسلامية عن ذلك الكتاب.

المؤلف سطور:
 هو محمد فؤاد عبدالباقي (1878ـ1967)، الباحث القرآني المصري، وصاحب الفهارس الشهير. ولد عبد الباقي في قرية (القليوبية)، ودرس في القاهرة، واشتغل فترة في الترجمة العربية والفرنسية، وحضر العديد من جلسات تفسير القرآن لدى محمد رشيد رضا. وقد قضى معظم سنين حياته في تأليف الفهارس الخاصة بالقرآن والأحاديث، فكان أهم ما نشر له هو كتابه الموسوم بـ(المعجم المُفهرس).
أما نقطة البداية في تأليف كتاب (المعجم المفهرس) فترجع إلى كتاب (نجوم الفرقان في أطراف القرآن) لمؤلفه (فلوغل)، فقد أشار عبد الباقي نفسه في مقدمته إلى أنّه اعتمد كتاب (فلوغل) كأساس لتأليفه المعجم المذكور، لكنه لم يقلد كتاب (فلوغل) بالحرف الواحد دون إحداث تغييرات فيه، بل اعتمد وبحث كذلك في الكثير من قواميس اللغة والتفاسير الأدبية. وبعد مرور فترة على بحوثه وجمعه وتنظيمه لمواد كتابه، يبدو أنه لم يكن مقتنعاً بما حصل لديه، فاستنجد بمجموعة من الأشخاص، علّه بعد الإطلاع على آراء الآخرين، يُضفي على عمله نسبة أكبر من الدقّة والإتقان.

وكما أشرنا آنفاً، ترجع نقطة انطلاقة (المعجم المفهرس) إلى كتاب (نجوم الفرقان)، فقد كان الأوروبيون بحاجة إلى فهرست وكشاف للقرآن الكريم لإدامة بحوثهم المختلفة. فقام المُستشرق الألماني (غوستاف فلوغل: 1802-1870م) بتأليف كتاب (نجوم الفرقان في أطراف القرآن) ليسدّ به حاجة أقرانه، ثم بدأ بنشره في (لايبزج) عام (1843م)، وخرج الكتاب كأول فهرست منظم ودقيق للقرآن الكريم.
وقد عدّد محمد فؤاد عبد الباقي في مقدمة (المعجم المفهرس) حوالي أربعين خطأً فاحشاً في كتاب (فلوغل) في تبويبه للكلمات. على سبيل المثال، فقد أورد (فلوغل) كلمة (فأثرْنَ) في مادة (ا ث ر) في حين أنّ الكلمة المذكورة هي من أصل (ث و ر). وقام عبد الباقي كذلك ببحث وتحليل المشاكل الأخرى التي تعرّض لها (فلوغل)، معتبراً كتابه (المعجم المفهرس) أفضل وأكمل من كتاب (فلوغل). وتجدر الإشارة إلى أنّ كتاب (المعجم المفهرس لكشف آيات القرآن) لرضا كيان زاد هو بحث مكمّل لما قام به عبد الباقي


 ما قيل حول كتاب عبد الباقي فهو كما يلي:

”إنّ المعجم المفهرس في حدّ ذاته كتاب كامل وقد تكرر طبعه مدّة (60) سنة من قبل الناشرين المعروفين في لبنان ومصر وسورية وإيران. لكنه مع ذلك لم يسلم من الأخطاء المطبعية، وهي في الحقيقة أخطاء غير ذات أهمية تذكر نظراً لصعوبة العمل وجسامته والإمكانات الطباعية البسيطة التي كانت رائجة في ذلك الوقت. إلا أنّ استمرار أولئك الناشرين على طبعه كما هو مع أغلاطه مدّة (60) عاماً، أمر لا يستند إلى الثقافة الطباعية بأيّ شكل من الأشكال.“ وقد قام المؤلف بالإشارة إلى تلك الأغلاط وفهرستها.

وإضافة إلى قيام (كيان زاد) بتصحيح أخطاء (المعجم المفهرس) والإستفادة مما حققه عبد الباقي في كتابه، فقد أضفى على كتابه ثلاث خصائص أخرى جديدة؛ منها أنه ذكر عدد مرات تكرار الكلمة مع اشتقاقاتها في كلّ القرآن الكريم، كما أنه يذكر جميع كلمات القرآن الكريم بما فيها الكلمة المفردة، وكذلك أضاف اشتقاقات أخرى تزيد على ما استخرجه عبد الباقي في كتابه.


الترتيب داخل المعجم:
عملية الترتيب داخل (المعجم المفهرس) تستند إلى الأسلوب المتبع في المعاجم العربية المعروفة، مثل (أقرب الموارد) و(الأساس) للزمخشري. فبعد الكلمة أو المادة، أورد المؤلف اشتقاقاتها على النحو التالي: الفعل المجرد المعلوم (الماضي ثم المضارع)، ثم الفعل المجرد المجهول (الماضي ثم المضارع)، ثم الأفعال المزيدة، وإسم الفاعل، وإسم المفعول، ثم الأسماء.

وعلى هذا، فالأساس الذي يستند إليه عمل عبد الباقي هو تنظيم المُصطلحات والكلمات القرآنية بحسب حروف المادة (أي المصدر)، ثم إيراد اشتقاقات تلك المادة بعدها. ولا يخفى أنّ اهتمام عبد الباقي لم يكن مصروفاً إلى المادة واشتقاقاتها وحسب، بل وكذلك الأشكال التركيبية المتنوعة للمادة.

أمّا انتخابه للكلمات فيعتمد على القرآن نفسه، بمعنى أنّه قام بترتيب وفهرسة الكلمات الموجودة فعلاً في القرآن الكريم، فهو لم يعمد ألبتة إلى إدخال كلمات ومفردات من خارج القرآن ومما لم يذكرها القرآن نفسه، كالمفردات المتداولة بين الناس مثلاً.
هذا وقد أشار عبد الباقي إلى جملة من المعلومات المتعددة، كالكلمة، ونصّ الآية، ورقمها، وسواء أكانت مدنية أم مكيّة، وإلى السورة ورقمها. وأشار أيضاً أمام بعض الكلمات، إلى عدد المرات التي استخدمت فيها تلك الكلمة.

وقد انتهى محمد فؤاد عبد الباقي من تأليفه للمعجم المفهرس في جمادى الآخر من عام (1358ق/1938م)، إلا أنّ عملية تنضيد الحروف وقراءتها ومراجعتها بشكل نهائيّ امتدّت حتى عام (1364ق/1945م)، ثم تمّ طبعه في تلك السنة في القاهرة. والحقيقة أنّ عبد الباقي سلـّم النصّ النهائي للكتاب إلى دار الكتب المصرية عام (1939) لمراجعته بصورة نهائية، لكن طبعه ونشره واجها تأخيراً حتى السنة المذكورة آنفاً.

وقد تمّ طبع الكتاب بحلل متنوعة وأشكالٍ مختلفة وأعداد متزايدة، منها الطبعة التي تمّ فيها وَضع النصّ القرآني، وهي الطبعة التي تحمل الخصائص التالية:

”المعجم المفهرس لالفاظ القرآن الكريم، بحاشية المصحف الشريف، القاهرة، دارالحديث، 1408ق/1988م،“ ثم قام (محمد باقر بهبودي) بإعادة طبع تلك النسخة في إيران مع مقدمة باللغة الفارسية.
وجدير بالذكر أنّ محمد فؤاد عبد الباقي لم يقم بفهرسة جميع الكلمات الموجودة في القرآن الكريم، بل اقتصر عمله على ترتيب الأفعال والأسماء الصريحة، دون أن يذكر الضمائر أو الحروف أو الأدوات الأخرى. وعلى أيّة حال، فقد أشار أحياناً إلى كلمات مثل (سوف) و(هذان)، إلا أنّ كتاب (كتاب معجم الادوات و الضمائر) جاء مكملاً لما قام به عبد الباقي دون شكّ، حيث تمّ ذكر وفهرسة جميع الكلمات دون استثناء، مثل (بل)، و(هذا) و(الذين)، وبحسب الألفباء. أمّا أسلوب هذا الكتاب فهو على مرحلتين، بمعنى أنه قام في البداية بوضع فهرست للأدوات والضمائر، بحيث يُمكن للقارىء الوصول إلى المعلومات المطلوبة حول كلمة ما وذلك بالرجوع إلى الصفحة التي وردت فيها تلك الكلمة، أما الهيكل العامّ لعرض المعلومات، فلا يختلف عن الهيكل المُستخدَم في (المعجم المفهرس).

وكثيرة هي المؤلفات التي اعتمدت أو اقتبست نمطها من المعجم المفهرس أو كانت مكملة له، ونشير هنا إلى بعض تلك المؤلفات:
1. المعجم المفهرس لآيات القرآن الكريم، محمد منير الدمشقي، بيروت، دار القلم، بي تا.
2. قائمة معجمية بألفاظ القرآن الكريم و درجات تكرارها، محمد حسين أبوالفتوح، بيروت، مكتبة لبنان، 1990م/1410ق.
3. معجم كلمات القرآن العظيم، محمد عدنان سالم ومحمد وهبي سليمان، بيروت ودمشق، دارالفكر و دارالفكر المعاصر / 1419ق/1998م.
ولا يختلف الإطار العامّ لهذه المؤلفات عمّا هو موجود في (المعجم المفهرس) مع اختلافها عنه في بعض الأماكن. ولما كان الهدف من وراء كل تلك المؤلفات هو تقديم فهرست كامل وسهل، لذلك يُمكننا القول:

أنّ فهرسة وتبويب القرآن الكريم قضى شوطاً طويلاً على طريق التطور والكمال.
ولا يخفى أنّه وبالرغم من بروز العديد من الفهارس المختلفة والمتنوعة، إلا أنّ المعجم المفهرس ما زال يحتفظ بخصوصيته وميزته.
طريقة البحث داخل المعجم:
إذا أراد الباحث البحث عن كلمة قرآنية داخل المعجم فإنه يتوجب عليه قراءة المعجم ليصل إلى الكلمة المراد البحث عنها (يرجع الكلمة إلى جذرها الثلاثي و من يبحث ألفبائيا).
نموذج من طريقة البحث:
نفترض أننا نقرأ الآية ) قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين ( ونود أن نتعرف مكانها في المصحف الشريف فإننا نتخير كلمة , من الآية ولتكن الأرض ونجردها من الألف واللام فتصبح «أرض» ونفتح المعجم على حرف الألف مادة أرض نجدها رقم (9) في سورة فصلت وهي مكية ورقم سورة فصلت 41.
ويمكن أن تكشف عنها في مادة (كفر) أو مادة (خلق) أو مادة (يوم) وهكذا كل كلمة وردت في القرآن الكريم , وكل آية يمكن معرفة السورة التي تقع فيها تلك الكلمة والآية التي وردت فيها ورقم الآية , وهذا كما قلنا سابقاً عمل إبداعي فذ فتح أبواب التعامل مع آيات القرآن أمام طلاب العلم وكتاب المقالات ومعدي الكلمات والخطب ومؤلفي الكتب ويسر للجميع الاستشهاد بالآيات القرآنية في سهولة ويسر.وإذا أردنا أن نعلم كم مرة وردت كلمة الأرض في المصحف وأماكن ورود كل آية نجد أسفل كلمة أرض رقم (86) يعني هذه الكلمة وردت (86) مرة في المصحف الشريف وهكذا.
 
                                    
 



هناك تعليق واحد:

  1. السلام عليكم ورحمة الله
    قمت بفضل الله وتوفيقه وعونه بإعداد فهرس اليكتروني لمعجم ألفاظ القران الكريم ل محمد فؤاد عبد الباقي ليسهل استخدامه
    والفهرس ثلاث مستويات ملون للوصول للكلمة المطلوبة مباشرة
    لرفعه بالمكتبة
    وجزاكم الله خيرا
    رابط مؤقت للتحميل
    https://drive.google.com/file/d/0B7zedRmxsG7SbkFrUFpFODJOY28/view?usp=sharing

    ردحذف